يرصد ناشطون ميدانيون في مدينة الزبداني وبلدة مضايا بريف دمشق تحركات غير اعتيادية لميليشيا "حزب الله" في منطقة سهل الزبداني، حيث يفرض عناصرها سيطرتهم المحكمة على بقعة جغرافية يعملون فيها بشكل سري خصوصاً وقت الليل، ويزيدون من تحصينها بشكل مستمر، ما استرعى انتباه الناشطين لهذه التحركات التي تدور حول ما أسموها منشأة، والتي قالت عنها صحيفة "القدس العربي" في تقريرها أمس، إنها "غير تقليدية".
وليس معروفاً بدقة حتى الآن ما يجري في داخل المنشأة، لكن موقع "ديبكا" الإسرائيلي القريب من أجهزة الاستخبارات، نشر تقرير له يوم 26 فبراير/ شباط الماضي، بعنوان: "حزب الله يمتلك مجمع أسلحة كيميائية في الزبداني"، وجاء في التقرير أن "هذا المجمع يعتبر واحداً من المواقع العسكرية الأكثر تحصيناً في سورية، حيث شيد الجزء الأكبر منه تحت الأرض، بشكل يمكنه من الصمود أمام هجمات الصواريخ والطائرات".
ويشير الموقع إلى المجمع أحيط بجدار عازل، وأسلاك شائكة، وأسوار مرتفعة، مؤكداً أنه يحتوي على كميات من الأسلحة الكيميائية، والمواد التي يمكن من خلالها تصنيع قنبلة مشعة، لافتاً أن ذلك يجري بمساعدة من خبراء ومهندسين إيرانيين وسوريين.
وتتقارب هذه المعلومات مع ما أكده ناشطون لصحيفة "القدس العربي"، إذ قالوا إن "هذه المنشأة ليست تقليدية، فمدخل المنشأة هو ما يمكن رؤيته فقط من الخارج، وهو يمتد على طول مرج التل بطول 150 متر، وعرض 150 مترا (22 ألف و500 متر مربع)، أما الباطن فهو، وبحسب المعلومات المتجمعة، يمتدّ على مساحة كبيرة تحت الأرض. وتتركز المخاوف على وجود أسلحة من طبيعة خطرة، كالمواد الكيميائية أو غيرها".
شهادات الناشطين أشارت أيضاً إلى أن ميليشيا "حزب الله" عمدت خلال المعارك الدائرة في الزبداني (القريبة من الحدود اللبنانية) إلى تجريف وقطع الأشجار في السهل، ولاحقاً غيرت الطرق والطبيعة الجغرافية للكثير من الأراضي التي كانت تستخدم للزراعة، وأزالت مئات الآلاف من الأشجار. وأقدمت فيما بعد على الطلب من الأهالي القاطنين خارج دائرة حصار مضايا بإخلاء منازلهم دون مبرر واضح.
وتلفت الصحيفة إلى أنه "لاحقاً بدأت عمليات تحويل الطرق في سهل الزبداني، وإقامة تحصينات، ثم فجأة لاحظ الناشطون رفع مستوى "مرج التل"، وهو أساساً مرتفع صغير وسط السهل، يعلو عن باقي السهل حوالي 15 مترا. ومع الأيام بدأت تتراكم طبقات إضافية من التراب فوق المرج، ثم تشكّل مرتفع لحوالي 20 متراً إضافياً فوق المرتفع الأساسي فبلغ ارتفاعه 35 متراً".
واللافت ما ذكرته الصحيفة أن عدداً من العناصر العسكرية الموجودين في مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام، وميليشيا "حزب الله"، أبلغوا عن أعمال ليلية تجري في منطقة سهل الزبداني، حيث تدخل شاحنات محملة ببراميل إلى المنطقة المحرمة، التي لا يدخلها الا عناصر الميليشيا، ويمنع على أي سوري الاقتراب منها مهما كانت رتبته، وتخرج الشاحنات محملة بالرمال.
ويقول الناشطون في المناطق المحيطة بالسهل إن "أعمال حزب الله غير مرئية، ولا تصدر أصوات جرافات إلا نادراً، وإن الشاحنات تغزو المنطقة ليلاً، بحسب الأصوات، ولكن لا يشاهد أي شيء بسبب الظلام من ناحية، وبسبب من شبكة الطرق الجديدة التي أقامها الحزب. كما أن الشاحنات تختفي فيما يبدو أنه أنفاق أو منشآت تحت الأرض".
وبغرض التمويه لفت الناشطون إلى ميليشيا "حزب الله" رفعت علم نظام الأسد على الموقع، بالرغم من اعتيادها رفع علمها الأصفر على المواقع التي تسيطر عليها في سورية، وفي هذا محاولة إيحاء بأن الموقع تحت سلطة جيش النظام، وفقاً لصحيفة "القدس العربي".
وترجح المعلومات أن تكون هذه المنشأة واحدة من بين العديد من المنشآت التي شيدتها ميليشيا "حزب الله" اللبناني في سورية، مستفيدة بذلك من الضوء الأخضر الممنوح لها من قبل النظام للتصرف في المناطق المتواجدة فيها.
وإلى الآن لم يصدر أي تعقيب من قبل ميليشيا "حزب الله" ونظام الأسد حول ما ذكر عن طبيعة المنشأة في الزبداني، سيما المعلومات التي تتحدث عن وجود كميات من أسلحة كيميائية.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top