رغم إعلان روسيا سحب معظم قواتها العسكرية من سورية، والإبقاء فقط على القوات الأساسية، كان لافتاً إرسال موسكو بعد ثلاثة أيام فقط من هذا الإعلان كاسحة الجليد "ياوزا"، التابعة للبحرية من ميناء "نوفوروسيسك" في البحر الأسود متوجهة إلى ميناء طرطوس.
ورغم توقع خبراء عسكريين عودة "ياوزا"، وهي من أسطول سفن الإمداد الرئيسية الذي أطلق عليه اسم "الاكسبرس السوري"، إلى قاعدتها في المحيط القطبي الشمالي، لاحظ مراقبون أن "ياوزا" بدت ثقيلة خلال توجهها إلى ميناء طرطوس، وفي وقت لم تعرف حمولتها، إلا أن مراقبين قالوا أنها حملت حمولة ثقيلة، إذ غطس جزء كبير من السفينة في الماء.
 ويظهر تحليل أجرته وكالة الأنباء "رويترز" أن تحركات "ياوزا"، وتحركات سفن روسية أخرى، تشير إلى أن "موسكو" شحنت إلى سورية من العتاد، والإمدادات أكثر مما سحبته في الأسبوعين اللذين تبعا إعلان الرئيس الروسي "فلادمير بوتين" الانسحاب الجزئي.
ولا يعرف شيء عما كانت تلك السفن تحمله، أو حجم المعدات التي نقلت بطائرات الشحن العملاقة المرافقة للطائرات الحربية العائدة.
وأظهرت بيانات الشحن البحري، والمعلومات الرسمية والصور التي نشرها مدونون لسفن، ومعلومات المصادر الأمنية البحرية أن "الاكسبرس السوري" لم تخف حركته.
ويوضح تحليل أجرته "رويترز" أنه من المرجح أن روسيا أبدلت سفناً جديدة، بسفن حربية ربما تكون قد غادرت البحر المتوسط لتضمن أن قوة نيرانها البحرية مازالت ثابتة.
وهذا يعني أن سفنها قريبة نسبياً من الساحل السوري، ويمكنها أن توفر الحماية لسفن الشحن. كما يتيح ذلك لموسكو إمكانية إطلاق صواريخ "كروز" من البحر.
ووفق وسائل إعلام "رسمية" سورية، فإن لروسيا أكثر من عشر سفن حربية في البحر المتوسط، من بينها السفينة "زليني دول" المزودة بصواريخ "كروز" من نوع "كاليبر" تطير على ارتفاعات منخفضة، وتملك قدرة إصابة أهدافها بدقة ما لا يبعد عنها أكثر من ثلاثة أمتار.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة تتعلق فيما تفعله البحرية الروسية في البحر المتوسط، أو ما إذا كان لديها خطط لتقليص وجودها فيه.
ولا تظهر السفن الحربية، وغالبية سفن المعاونة الروسية في قواعد البيانات المتاحة لمستخدمي الانترنت، لكنها تظهر وتلتقط لها صور عندما تمر عبر مضيق البوسفور في طريقها من روسيا إلى البحر المتوسط أو بالعكس.
وقال مدونون أتراك قاموا بتصوير السفينتين الحربيتين "الكسندر أوتراكوفسكي" و"مينسك" أنهما بدتا غير محملتين بالمقارنة مع صور التقطت يوم الثلاثاء لـ "مينسك" عائدة إلى سورية، وكانت مقدمتها غاطسة في الماء لكن لا يمكن التحقق مما تحمله.
ومنذ بدأت "موسكو" تقليص حجم قواتها في سورية أرسلت سفينتي إنزال، "كونيكوف" و"ساراتوف سيزر"، من السفن التي تستخدم في نقل الجنود والعتاد إلى البحر المتوسط مع "ياوزا" المستخدمة لشحن الإمدادات.
وبدت "ساراتوف سيرز" يوم الخميس الماضي، محملة عند عبورها البوسفور جنوباً باتجاه سورية، وظهر خط التحميل أدنى مما كان عليه في 14 آذار عندما تم تصويرها وهي في الاتجاه المعاكس في طريقها إلى روسيا.
كما كان خط التحميل لسفينة الإمدادات "دفينيتسا-50" أعلى في المياه، عندما التقطت لها صور في "البوسفور"، يوم 20  مارس/ آذار في طريق عودتها إلى روسيا.
وأظهرت قاعدة بيانات "رويترز" لحركة الشحن البحري أن سفينة خامسة وصلت إلى سورية "الكسندر تكاشينكو" ثم اختفت بضعة أيام قبل أن تعاود الظهور في طريقها إلى روسيا، وهو ما يعني أن أجهزة التتبع بالسفينة توقفت خلال تلك الفترة لسبب ما.
وفي أغلب الأحوال من المستحيل تتبع الشحنات العسكرية حتى الموانئ التي تتجه إليها، وهو ما يعني أن البيانات المتاحة جزئية.
لكن هذه التحركات - على رغم كونها تمثل صورة جزئية - تشير إلى أن روسيا تعمل بلا كلل للحفاظ على بنيتها التحتية العسكرية في سورية، وتزويد نظام الأسد بما يمكّنه من رفع مستوى أدائه.
ولم تكشف موسكو عن حجم قواتها في سورية، أو تفاصيل عن انسحابها الجزئي، بينما أظهرت حسابات أجرتها "رويترز" أن نصف القوة الجوية الضاربة من الطائرات الحربية المرابطة في سورية غادرتها في الأيام التي أعقبت الإعلان عن تقليص حجم القوات الروسية.
وكان عدد الطائرات الروسية على وجه الدقة غير معلوم، لكن التحليل يشير إلى أن حوالي 36 طائرة حربية كانت موجودة في سورية.
 ويوم الاثنين عرض التلفزيون الروسي مشاهد لنقل ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية ثقيلة من سورية مع بعض العاملين من أطقم الدعم، حتى أن خط التحميل كان مرئياً بالكاد.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top