جاءت زيارة المهندس محمد وليد غزال وزير الإسكان والتنمية العمرانية السوري الى القاهرة التي بدأت قبل يومين، وتعد الاولى منذ أكثر من ثلاث سنوات لتثير الجدل وتطرح العديد من التساؤلات من بينها، ان كانت ستقتصر على الجانب الهندسي فقط ، والتعاون بين دمشق وباقي الدول في مجال الإسكان والتنمية العمرانية، أم أن سياسيا؟
كما وصل المدير العام للشركة السورية للنفط طراد صالح السالم إلى القاهرة يوم السبت الماضي قادمًا من دمشق، وأفادت مصادر ملاحية في مطار القاهرة الدولي أن الوزير السوري وصل القاهرة قادمًا من بيروت على متن طائرة خطوط الشرق الأوسط اللبنانية. وقال السفير معصوم مرزوق ، مساعد وزير الخارجية الاسبق ، لـ «القدس العربي» ، « ان زيارة وزير الاسكان والتنمية العمرانية السوري لمصر، لا تحتمل أكثر من كونها بدايات للتقارب التدريجي بين مصر وسوريا لاستعادة شكل معين من العلاقات الرسمية بين البلدين ، ولكن عندما تبدأ زيارات على هذا المستوى فبدون شك تهدف الى استعادة الوضع الطبيعي بين البلدين». واضاف «أن المغزى السياسي من الزيارة أعمق من ان تكون زيارة تهدف الى المشاركة في فعاليات اتحاد المهندسين العرب ، وذلك لأن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية مجمدة فالزيارة متعمقة في الجانب الثنائي اكثر بين البلدين». وأضاف «بالطبع هذه الزيارة تحمل دلالات هامة خاصة في هذا التوقيت في ظل الموقف المصري المؤيد لضربات روسيا داخل سوريا وتوتر العلاقات الروسية مع تركيا ، خاصة وان الوزير السوري لا يأتي الى مصر سياحة ولكن سيكون هناك تبادل للآراء بينه وبين المسؤولين المصريين ، والتعرف بشكل مباشر على الموقف الرسمي المصري والتعقيدات التي تحيط بالموقف في سوريا على وجه العموم من وجهة النظر المصرية ورؤيتنا لمسألة الحل السياسي وعناصره «. وأوضح « من المهم أن يكون هناك شخص رسمي من النظام السوري يستمع بشكل رسمي الى المسؤولين المصريين». وأكد « من المؤكد أن مصر كان لديها علم بزيارة الوزير السوري ، كما انها لديها علم ايضا بأسباب واهداف الزيارة ، ولكن لم يتم استقباله بشكل رسمي لعدم وجود علاقات رسمية بين البلدين في الوقت الحالي ، والمسائل البروتوكولية مرتبطة ارتباطا كاملا بوجود علاقات رسمية مع الدولة المعنية ، فلا يمكن ان يحدث ذلك قبل عودة العلاقة بين البلدين». وقال الدكتور سعيد صادق ، استاذ علم الاجتماع السياسي ، لـ «القدس العربي» ، « زيارة الوزير السوري لمصرتأتي متفقة مع سياسة الخارجية المصرية في الوقت الحالي وهى المحافظة على نظام الأسد ومن هذه المظاهر استبدال اشخاص في الحكومة السورية وتسيير للطيران من مصر للطيران الى دمشق مما يدل على وجود نوع من التطبيع مع النظام وهذه هي السياسة الخارجية المصرية حاليا». واضاف « الواقعية السياسية تقول إن التحالف السوري الروسي الإيراني وتدخل روسيا يعني أنه لا يوجد انهاك لنظام الأسد ، وهذا النظام لن يخضع وسيظل موجودا ، حتى لو مصر راضية عنه او تتعامل معه او لا ، ولكن وقوع هذا النظام سيؤدي الى المزيد والمزيد من التفكك مثلما حدث في ليبيا «. وأكد « أن مصر كان لديها علم كامل بوصول الوزير السوري الى مصر وترحب بزيارته لأنها تتفق مع السياسة المصرية ، واذا لم تكن تريد مصر هذه الزيارة لكانت منعته منها». وكان هاني يونس، مستشار وزير الإسكان المصري قال في تصريحات «إنه لا يوجد أي تنسيق أو أي لقاءات بين وزير الإسكان المصري والوزير السوري، ولا نعلم أي شيء عن سبب الزيارة أو أهدافها» ، بينما صرحت مصادر أن الوزير السوري سيشارك خلال زيارته لمصر في بعض فعاليات اتحاد المهندسين العرب والتي يتم خلالها بحث مختلف قضايا الهندسة في المنطقة العربية، وتوقعات بأن يلتقي الوزير السوري خلال الزيارة مع عدد من المسؤولين والشخصيات المصرية والعربية لبحث دعم التعاون القدس العربي |
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.