أعلن معارضون سوريون من الطائفة العلوية، أمس السبت عن تأسيس تيار جديد معارض لنظام الأسد تحت اسم "غدُ سوريا".
وجاء إعلان التيار الجديد في مؤتمر عقد في مدينة إسطنبول التركية بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري.
ويهدف التجمع الجديد لأن يكون رافدًا جديدًا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحًا لكل المكونات، رغم أن دعاة تأسيسه ينتمون للطائفة العلوية، بحسب منظمي المؤتمر.
ومن جانبه، قال الكاتب السوري المعارض فؤاد حميرة ورئيس تيار "غد سوريا": "أتوجه إلى العلويين بالخطاب لتفنيد كذب نظام بشار الأسد، ولإقناعهم أنه لا أحد يريد قتلهم، وأن إسقاط نظام الأسد هو لمصلحة العلويين قبل أي مكون آخر".
وأوضح حميرة، أن التيار الجديد (غد سوريا)، "هو تجمع سياسي، وأول تمثيل في تاريخ الطائفة العلوية، يضم نخبة من الناشطين، وله مجموعة أهداف منها إعادة خلق رموز في الطائفة، بعد أن قام آل الأسد عبر 50 عامًا بإفراغ الطائفة من الرموز، وحتى الرموز الدينية التي حولها لعناصر مخابراتية".
وتابع القول: "نسعى لخلق هذه الرموز من جديد لجعلهم جاهزين لمرحلة ما بعد النظام، وأرى أنه ساقط، ومجموعة من علويي الداخل والخارج اتفقوا على ورقة عمل واحدة ونقاشها، ويمكن الخروج ببيان مختلف بحسب النقاش، ونتمنى أن نكون قيمة إضافية جديدة للثورة السورية".
وفي ذات السياق قالت الكاتبة رغدة حسن، إحدى الشخصيات العلوية المؤسسة للحزب: "إن التيار سيمثل صوت الطائفة العلوية سياسيًّا، وليكون مظلة للنشطاء العلويين المنخرطين في الثورة السورية".
وحول تزامن إنشاء التيار مع اقتراب عقد مؤتمر أبها للمعارضة السورية، أوضحت حسن "أن فكرة إنشاء المؤتمر جاءت منذ انطلاق الحراك الثوري سعيًا ليكون مظلة للعلويين الثوريين وغيرهم"، مشيرة إلى أن "التيار مفتوح لكافة السوريين".
من جهة أخرى، صرّح رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة، أنه يأمل أن يأخذ التيار الجديد دوره إلى جانب قوى المعارضة في تعزيز موقفها.
ولفت إلى أن هناك توجهًا دوليًّا وإقليميًّا لتعجيل العملية السياسية في سوريا وفق إطار جنيف.
وبحسب البيان الافتتاحي، ينظر تيار "غد سوريا" إلى كل وجود أجنبي على الأرض السورية، على أنه احتلال واضح وصريح؛ سواءً كان هذا الوجود عبر القوى العسكرية، أم عبر تقديم الدعم لقوى غريبة عن البلاد وأهلها.
ويسعى التيار، على حد قوله، إلى الوقوف ضد كل مشاريع التقسيم، وتدارك انزلاق البلاد نحو حرب طائفية، بدأت بوادرها بالظهور جليًّا، مع التأكيد على الإيمان بسوريا حرة واحدة، ومنع تحويل الثورة السورية إلى ساحة صراع مذهبي سني-شيعي.
وإلى ذلك  يرى مراقبون أن تهيكل العلويين سياسيًّا مع المعارضة هو رسالة واضحة بأن الأسد فقد ولاء أنصاره في معاقله، مؤكدين أن هذه الخطوة تؤشر إلى أن العلويين يجهزون أنفسهم لمرحلة ما بعد الأسد جراء إصرار النظام لجعلهم وقودًا للحرب بغية تحقيق مصالحه الضيقة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top