الحدود السورية ـ التركية
الخميس 30 يوليو / تموز 2015
أشار المستشار القانوني للجيش السوري الحر إلى أن التفاهم التركي الأمريكي حول المناطق الآمنة يجري باتجاه الحصول على موافقة حلف الناتو عليه، كما أشار إلى أن تركيا تُفكّر بعقد تحالفات مع فصائل من الجيش السوري الحر والفصائل الثورية، وأكّد على أن المنطقة الآمنة ستكون نقلة نوعية ودفعة قوية للثورة وستحمي ظهر الجيش السوري الحر.
وعن عزم تركيا إقامة مناطق آمنة شمال سورية قال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء "بالنسبة لعزم تركيا إقامة مناطق آمنة، أعتقد أن تصريحات وزير الخارجية ورئيس الوزراء التركي أصبحت واضحة جداً، فهناك نيّة لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا وتحويل هذه المناطق إلى مناطق آمنة، وسيُعاد جزء من اللاجئين السوريين في تركيا ممن ليس لديهم مأوى إلى هذه المناطق".
وأضاف "اليوم، وبعد التوافق التركي الأمريكي على هذا التحرك، والحديث عن صفقة يتم بموجبها فتح القواعد التركية للطيران الأمريكي، وربما في الأيام اللاحقة لضرب طيران التحالف تنظيم (الدولة الإسلامية)، مقابل أن تُمكّن تركيا من إقامة هذه المنطقة الآمنة، نعتقد أن تركيا لا تعمل بمفردها بهذا الصدد وإنما نحن أمام تفاهم أمريكي تركي يجري باتجاه الحصول على موافقة أغلب أعضاء حلف الناتو عليه".
وعن المستهدف الرئيسي من قُبل تركيا، قال أبو زيد "تدفع تركيا اليوم ضريبة غالبية بسبب الهجمات التي تحدث من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية) وحزب العمل الكردستاني"، وهنا "لابد أن نطرح تساؤلاً لم يطرحه أحد من قبل عن سر التزامن بين هجمات التنظيم وحزب العمال الكردستاني، وهذا مؤشر خطير للأمانة ويدل على وجود اختراقات كبيرة في وسط تنظيم (الدولة الإسلامية) من قبل أجهزة مخابرات تقوم بتحريه باتجاه تركيا بالتزامن مع هجمات حزب العمال الكردستاني، وهذا يشابه بشكل كبير بين التزامن بين هجمات (تنظيم الدولة) وجيش الأسد وحزب الله في القلمون الغربي، وبين هجمات النظام والتنظيم على حلب وريفها منذ أشهر، وكل هذا يعيد الصورة نفسها مع اختلاف الأطراف"، والآن "تحصل الهجمات من حزب العمال الكردستاني وتنظيم (الدولة الإسلامية) في نفس الوقت، وهذا يوحي وكأن هناك مُوجّه واحد لهذه القوى الإرهابية".
وتابع "يجب أيضاً أن نفكر بمن هي الدولة الوحيدة التي تنعم بأمان بعيداً عن ممارسات هذه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم (الدولة الإسلامية)، فنحن نرى هذه التنظيمات تنتشر في سورية والعراق وتركيا والسعودية والأردن وغيرها بينما هي بعيدة كل البعد عن إيران، على الرغم من أنها من حيث الشكل والشعار تقول إنها تستهدف الشيعة، ويجب أن نثير التساؤلات الجدية حول هذا الأمر".
وعن موقف الجيش السوري الحر قال "بالنسبة لدور الجيش الحر، نريد أن نؤكد على أن العديد من الدول التي رضيت بإجرام وإرهاب نظام بشار الأسد تحاول أن تزاود على تركيا بقولها لماذا محاربة (تنظيم الدولة) اليوم ولماذا لم يتم ذلك من قبل، وهنا نوضح بأن تركيا حاولت مراراً وتكراراً أن تأخذ مبادرة مع دول أخرى لإقامة مناطق آمنة لدعم الثورة السورية، وهذا كان أهم المبررات التي دفعت العديد من الدول لمعارضة إقامة مثل هذه المناطق الآمنة، لأنها لا تريد أن تستفيد الثورة السورية من هذا الدعم، بل تريد عكس ذلك، أي تريد التحالف مع بشار الأسد للقضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية) والقضاء على الثورة والجيش السوري الحر والفصائل الثورية في الوقت نفسه".
وأضاف "نحن نتحدث عن الدولة التركية والحكومة المؤيدة للثورة السورية والتي تعادي بشار الأسد ولم تقبل أن تدخل بتحالفات ضد تنظيم الدولة بشكل يفيد نظام الأسد، وكانت مواقفها مطابقة لرؤية الثورة السورية بأن القضاء على الإرهاب وعلى تنظيم الدولة يستوجب القضاء أولاً على بشار الأسد ونظامه، لأنه بالأساس هو سبب الإرهاب وهو ما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة قبل أيام بأنه لا يمكن القضاء على التنظيمات الإرهابية دون القضاء على نظام الأسد الذي جلب كل أنواع الإرهابيين إلى سورية".
وفيما إن كان هناك تنسيق تركي مع الجيش السوري الحر قال المستشار القانوني "تُفكّر تركيا بعقد تحالفات مع فصائل من الجيش السوري الحر والفصائل الثورية، لأنه الخطة تقضي بطرد تنظيم (الدولة الإسلامية) من المنطقة وسيتم فرض مناطق آمنة بعيدة عن سيطرة الأسد، ولابد من تنسيق مع فصائل الثورة السورية".
وبما أن "تركيا دولة معادية لنظام الأسد وحليفة للثورة، لابد من التعاون مع الجيش السوري الحر، فطرد تنظيم (الدولة الإسلامية) إلى خلف مناطق الفرات سينقل معارك الثوار من ريف حلب لتصبح المعارك في معقل التنظيم في الرقة ودير الزور"، مما "سيؤدي إلى نقلة نوعية ودفعة قوية للثورة وسيحمي ظهر الجيش السوري الحر في هذه المنطقة الآمنة، وسيسحب هذا الأمر أهم ورقة ضد الثوار من يد النظام وهي استهداف المدنيين بالطيران والبراميل للضغط على الثوار، وبالتالي فستؤمن المنطقة الآمنة المدنيين وتقطع على تنظيم (الدولة الإسلامية) خطوط إمداده، مما سيؤدي إلى فقدانه أهم مناطق سيطرته وإعادة المعارك لمعاقله الأساسية، وسنشهد سقوطاً سريعاً لتنظيم (الدولة الإسلامية) وخروجه من سورية، فنحن نتحدث عن فصائل نجحت في كل تجاربها ضد التنظيم عندما قُدّم لها الدعم"، فـ"فصائل الجيش السوري الحر نجحت بطرد تنظيم (الدولة الإسلامية) من حلب والغوطة الشرقية وريف حمص عندما قُدمّت لها المساعدة اللازمة".
وعن أهمية المنطقة الآمنة قال إن "هذا القرار التركي يدخل في صلب دعم الثورة السورية، ومن شأنه أن يُضعف شوكة تنظيم (الدولة الإسلامية) والنظام معاً، وهو ما طالبنا به مراراً وتكراراً، لأن النظام يبتزنا من خلال استهداف المدنيين ويُضعف معاركنا ويدمر كل المناطق التي نحررها ويدمر حاضنتا الشعبية، ووجود منطقة آمنة وحظر طيران لمنطقة واسعة كتلك التي يتم الحديث عنها بعمق 50 كم سيسحب أهم الأوراق من يد النظام السوري، وسيؤمن للسوريين مناطق آمنة دون خشية أن يُلقى عليها براميل، ذلك السلاح العشوائي المحرّم الذي لا يميز بين مدني وعسكري".
ونفى أبو زيد أن يكون هناك استهداف تركي لأكراد سورية، وقال "أكراد سورية ليسوا مستهدفين بموجب هذا القرار، ولماذا لم يتم الحديث عن استهداف المكوّن العربي والطائفة السنية حين سُمح للبشمركة والقوات الكردية بالدخول لعين العرب والكثير من البلدات والقرى العربية، ولماذا ساند التحالف الدولي الأكراد في هذه المهمة، وصار البعض يتحدث عن مشروع لتقسيم سورية؟ نؤكد أن تركيا حليف حقيقي لكل الشعب السوري كالمملكة العربية السعودية، وبالتالي ليس لدينا أي شك بأن الأكراد غير مستهدفين".
المصدر:
وكالة آكي
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.