img

«القدس العربي» ووكالات: شهدت وكالة إنقاذ المهاجرين الخاصة الوحيدة في أوروبا طفرة في التبرعات، وهو ما عزي إلى حالة الذعر التي أثارتها صورة انتشرت على نطاق واسع لجثة طفل سوري من المهاجين على الشاطئ.
وذكرت منظمة «ميجرانت أوفشور أيد ستيشن» ،التي تتخذ من مالطا مقرا لها، أمس الخميس إنها شهدت زيادة بلغت 15 ضعفا للتبرعات خلال 24 ساعة، حيث تلقت أكثر من 200 ألف يورو (225 ألف دولار) من 2500 متبرعا منذ صباح الأربعاء.
وأصابت صورة الطفل عيلان كوردي 3/ أعوام/ ،الذي غرق مع شقيقه 5/ أعوام/ ووالدتهما قبالة تركيا، العالم بصدمة، لدرجة أن صحفا بريطانية معتادة على التشكك بشأن المهاجرين قد دعت أمس الخميس إلى التراحم.
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في بيان أمس الخميس إن تركيا ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين فيما دعا الدول الأوروبية لتحمل نصيبها من تبعات الأزمة.
وتحملت تركيا الجانب الأكبر من التداعيات الإنسانية للحرب في سوريا المجاورة اذ استقبلت مليوني لاجئ. كما أصبحت نقطة انطلاق لكثير من المهاجرين الذين يسعون للوصول لأوروبا.
وتعرضت الحكومة الكندية المحافظة لانتقادات من معارضيها السياسيين أمس الخميس بعد تقارير أفادت بأن أسرة طفل سوري جرفت الأمواج جثته على شاطئ تركي حاولت الهجرة إلى كندا.
كانت صورة جثة الطفل السوري أيلان كردي البالغ من العمر ثلاث سنوات التي لفظتها مياه بحر إيجه على شاطئ منتجع بوضروم قد انتشرت بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء وأثارت التعاطف والغضب مما اعتبره البعض تقاعسا من جانب الدول المتقدمة عن مساعدة اللاجئين.
وأثيرت القضية فيما تسعى حكومة رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر للفوز بفترة جديدة في انتخابات مقررة يوم 19 أكتوبر تشرين الأول. وقوبل قرار الحكومة تغيير نظام اللجوء في البلاد بانتقادات من المدافعين عن الهجرة.
وذكرت وسائل إعلام أن وزير المواطنة والهجرة الكندي كريس الكسندر علق حملته الانتخابية للفوز بمقعد في البرلمان وعاد إلى العاصمة. وسرعان ما وجهت أحزاب المعارضة أصابع الاتهام للحكومة.
وقال الزعيم الليبرالي جاستين ترودو للصحافيين في مونتريال «لا تبدي التعاطف هكذا فجأة وسط حملة انتخابية… إما أن يكون لديك أو لا». وأضاف «تجاهلت هذه الحكومة التماسات منظمات كندية غير حكومية وأحزاب معارضة والمجتمع الدولي بأن كندا يجب أن تفعل المزيد وكان يجب أن تفعل المزيد».
وأشار إلى أن كندا يجب أن تقبل 25 ألف لاجئ سوري على الفور.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الخميس الدول المتقدمة لاسيما في أوروبا إلى التعامل بشكل أكثر حساسية مع أزمة المهاجرين قائلا إنه يعتقد أن طريقة تصنيف بعض الدول الأوروبية للاجئين غير إنسانية.
جاءت تصريحات إردوغان بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورة التقطت لجثة طفل سوري يبلغ من العمر ثلاث سنوات وقد لفظتها الأمواج على شاطيء تركي مما أثار موجة من الغضب حيال ما يعد تقاعسا من جانب الدول المتقدمة في مد يد العون للاجئين.
وقال في خطاب ألقاه أمام رجال أعمال في أنقرة قبل يوم من اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين «أدعو الدول المتقدمة خاصة في أوروبا لأن تكون أكثر حساسية في التعامل مع المآسي الانسانية.»
واستقبلت تركيا مليوني لاجيء منذ أن اندلع الصراع في سوريا في اذار/مارس 2011 وتقول إنها أنفقت 6.5 مليار دولار على رعايتهم وتلقت نحو 400 مليون دولار فقط من المساعدات الخارجية. وحذرت أنقرة من أن قدرتها على استيعاب المهاجرين تنفد.
وذكر إردوغان أن الإرهاب يمثل التهديد الأكبر للاقتصاد ويعتبر مشكلة متنامية لا تتعامل معها الدول الغربية بحساسية كافية.
إلى ذلك، يحمل الكثير من المهاجرين الذين يتدفقون إلى ايطاليا صدمات وجروحا يترتب التكفل بمعالجتها بدون ابطاء لما تتركه من اثار بشرية واجتماعية عميقة، براي العديد من الخبراء.
وقام رجل خلال الشتاء بإلقاء نفسه من النافذة اثناء مقابلة امام لجنة للنظر في طلبات اللجوء، في اول مرة سنحت له الفرصة بعد اشهر من وصوله إلى ايطاليا للتحدث لاحد عن معاناته بعد تعرضه للاضطهاد في بلده وفقدان زوجته وابنته في غرق زورقهم في المتوسط وقد نجا واصيب بكسور.
وتشير التقديرات إلى ان ما بين عشرة وثلاثين بالمئة من طالبي اللجوء خضعوا للتعذيب في بلادهم، ويضاف إلى ذلك معاناة المنفى وكابوس الرحلة عبر الصحراء احيانا وسوء المعاملة في ليبيا ثم القلق في البحر واخيرا الانتظار في مراكز الاستقبال.
وذكرت منظمة اطباء بلا حدود مؤخرا في تقرير انه من اصل مئة طالب لجوء جرت مقابلتهم في صقلية، فان اكثر من نصفهم شهدوا وفاة احد رفاقهم في الرحلة او حتى اقربائهم.
وفي 2013 كشفت دراسة اجراها المجلس الايطالي للاجئين بين طالبي لجوء في هذا البلد ان 82٪ من بينهم يعانون من اضطرابات نفسية واكثر من نصف هؤلاء مصابون باكتئاب حاد.
وتقديم المساعدة النفسية هو من ضمن عمل جميع مراكز الاستقبال في ايطاليا وبوسع طالبي اللجوء نظريا الحصول على الخدمات العامة نفسها التي يحق بها للايطاليين.
وقالت ماريا كيارا مونتي عالمة النفس في باليرمو والتي خصصت بعد ظهر يومين في الاسبوع لاستقبال طالبي لجوء برفقة عالم انتروبولوجيا ووسيط اجتماعي يتكلم لغة اللاجئ «اننا نعمل على الدوام ضمن فريق وإلا فإن الأمر يشكل عبئا نفسيا كبيرا جدا». وقالت متحدثة «انها قصص تترك ندبات عميقة» موردة مثل افريقي شاب عمره 26 عاما قضى ساعات طويلة في الماء بعد غرق مركبه وظل بعد ذلك يحس كل نهار بانه عائم على سطح الماء وكل ليلة انه يغرق.
كما انها تابعت غامبيا عمره 30 عاما بقيت ذاكرته متوقفة عند اعمال التعذيب التي عانى منها في بلاده إلى حد انه كان ينسى كل ما تبقى ولا يذكر شيئا من جلسة إلى اخرى.
واقر جينارو ميليوري رئيس لجنة التحقيق البرلمانية في مسالة استقبال اللاجئين انه في ظل تشرذم آلية الاستقبال ما بين اجهزة عامة كبرى ومجموعة واسعة من الهيئات الخاصة التي حولت انشطتها إلى هذا القطاع فان «هناك تباين كبير في تقديم المساعدة النفسية».
لكن النائب لفت إلى ان «هناك احيانا عمليات تكفل ممتازة باللاجئين ولا سيما في المراكز الخاصة بالقاصرين الذين لا يرافقهم بالغون. لكن الضرورات الصحية العاجلة غالبا ما تكون في مكان اخر، في مكافحة الامراض مثلا».
وقالت فيوريلا راتهاوس رئيسة المجلس الايطالي للاجئين انه في العديد من الهيئات «غالبا ما يكون العالم النفسي غائبا او انه يحضر لبضع ساعات في الاسبوع فقط، وهو عموما متخرج شاب غير مهيأ للتعاطي مع مثل هذه الصدمات».
ويمكن لاعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة في العديد من الاحيان ان تزول إذا ما وجد الشخص ظروف حياة لائقة وفرصا للتسلية وافاقا للمستقبل، بحسب ماسيمو جيرماني الطبيب النفسي الذي تولى ادارة مركز لضحايا التعذيب في روما.
لكنه حذر من أن العديد من اللاجئين يعانون من اعراض اكثر حدة بكثير ويتطلبون عناية مبكرة ومحددة. وشرح «انهم اشخاص تعرضوا لتعديات متكررة لفترة طويلة وفي محيط عنيف» وهو وضع يتقاسمه ضحايا التعذيب مثلا مع الاطفال الذين يعانون من سوء المعاملة.
واوضح جيرماني «ان بقوا ضمن المجموعة، فلن يمكنهم اللحاق بالاخرين. لا يتمكنون من التركيز بما يكفي لتعلم الايطالية وهم في حالة نفسية غير مستقرة وحالتهم تزداد سوءا».
وشدد على ان هؤلاء الاشخاص «يصبحون أشبه باشباح يترددون على الخدمات الاجتماعية لسنوات» مشيرا إلى ان «الاصغر سنا ينتهي بهم الامر في تعاطي الدعارة» والبعض يقوم باعمال عنف. وتعمل طاولة مستديرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر على وضع خطوط عامة ينبغي تعميمها على جميع المراكز لتقديم المساعدة النفسية.
واذ اكدت راتهاوس على ان «الارادة موجودة بما في ذلك على المستوى العام» الا انها اقرت بان الامر يبقى هدفا بعيد المدى وقد اضطر جهاز جيرماني في روما إلى الاغلاق عام 2012 لنقص التمويل العام.
ودعا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك، أمس الخميس، إلى توزيع 100 ألف لاجئ على الأقل، على الدول الأعضاء بالاتحاد بشكل عادل. وشدد في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، أمس في بروكسل، على «ضرورة أن تتصدى حكومات الاتحاد الأوروبي بجدية لأزمة اللاجئين، داعياً قادة الاتحاد إلى مضاعفة جهودها، من أجل التضامن وتوفير الدعم المالي اللازم للتصدي للأزمة».
وأكد في الوقت نفسه، على «حاجة الاتحاد الأوروبي لتأمين حدوده الخارجية»، قائلا «يجب أن نعالج بجدية موجة الهجرة للحد منها، من خلال تعزيز حدودنا، وإعادة المفتاح إلينا مرة أخرى من يد المهربين والقتلة».
وحذر توسك من «انقسام أوروبا بين مدافع عن سياسة الاحتواء، ودعاة الحدود المفتوحة».
وجدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي، وافقت حتى الآن على استقبال 32 ألفا من طالبي اللجوء، قادمين من إيطاليا واليونان.
وألقت السلطات التركية أمس الخميس القبض على اربعة اشخاص حملتهم المسؤولية عن وفاة 12 لاجئا حاولوا الوصول إلى أوروبا على ظهر قارب وتوفوا في البحر بما في ذلك طفل كردي 3/اعوام/
وجرفت المياه جثة الطفل علان الكردي إلى الشاطئ. وعثرت الشرطة التركية على جثته الصغيرة وتسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع انحاء العالم. وتوفى شقيقه وامه ونجا والده فقط.
وذكرت وكالة دوجان للانباء التركية ان الاشخاص الاربعة المقبوض عليهم، بما في ذلك قبطان قارب التهريب، متهمون «بالاهمال المتعمد» الذي افضى إلى الوفاة.
واصبحت تركيا نقطة انطلاق رئيسية للاجئين الذين يفرون من الحروب في افغانستان وسوريا وافريقيا ويرغبون في التوجه إلى اوروبا. وعائلة الكردي من اكراد سوريا الذين فروا من الحرب الاهلية في بلادهم، وفقا لعائل الاسرة ونشطاء.
ونزحت عائلة الطفل أيلان كردي الذي اثارت صورته ميتا على شاطىء تركي صدمة في العالم، مرات عدة داخل سوريا والى تركيا هربا من اعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة إلى اوروبا، بحسب ما افاد صحافي كردي الخميس.
واثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم. وكان بين مجموعة من المهاجرين السورين الذين غرقوا ليل الثلاثاء الاربعاء بعد انقلاب المركب الذي يقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.
وقال الصحافي مصطفى عبدي من مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا لوكالة فرانس برس ان والد الطفل ووالدته متحدران من كوباني، «وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. في 2012، غادرا دمشق (التي شهدت اشتباكات في تلك الفترة) مع ولديهما إلى حلب (شمال»)
واضاف «عندما اندلعت المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما إلى كوباني. فحصلت حرب ايضا، فانتقلوا إلى تركيا. بعد تحرير كوباني (من تنظيم الدولة الإسلامية) عادوا اليها. فحصلت المجزرة» على يد التنظيم الذي نفذ عملية ليومين في كوباني قبل ان يطرده منها المقاتلون الاكراد في حزيران/يونيو. وقتل في المجزرة حوالى مئتي كردي.
وروى عبدي ان «المجزرة كانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من ايجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغا من المال بعدما امضوا شهرا في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة افضل».
وذكر الإعلام التركي ان اسم الطفل ايلان الكردي. واوضح عبدي ان اسمه الكامل أيلان شنو الكردي.
وتم انتشال 12 جثة من المركب الذي انقلب بينها جثث ايلان وشقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة.
وقال «اتصلت بالوالد وحاولت التكلم معه، لكنه بدأ بالبكاء، وأعطى الهاتف لاحد اصدقائه».
وتسببت الحرب السورية المستمرة منذ اكثر من اربع سنوات بمقتل اكثر من 240 الف شخص ونزوح الملايين، بينما تفيد التقارير يوميا عن اعداد متزايدة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى دول اوروبية عبر البحر بطريقة غير قانونية.
واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس انه «تاثر بشدة» بصورة الطفل السوري الذي عثر عليه ميتا على شاطئ تركي، ووعد بان تتحمل بريطانيا «مسؤولياتها الاخلاقية» في ازمة اللاجئين.
لكنه لم يعلن أي تدابير ملموسة جديدة لمعالجة الوضع رغم تزايد الضغوط على حكومته للسماح بدخول مزيد من اللاجئين إلى بريطانيا.
وقال كاميرون خلال زيارة إلى احد المصانع في شمال شرق انكلترا «كل من شاهد تلك الصور ليلا تأثر، وكوني ابا فقد تاثرت بشدة لمشهد هذا الطفل الصغير على شاطئ في تركيا».
واضاف ان «بريطانيا امة اخلاقية وسوف نتحمل مسؤولياتنا الاخلاقية».
وتابع ان بلاده ستبقي عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد «قيد المراجعة».
وقال كاميرون «نحن نبدي اهتماما (…) وسنقوم بأكثر من ذلك، نحن نقوم بأكثر من ذلك، ولهذا السبب ارسلنا البحرية الملكية إلى المتوسط».
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ان «الحل ليس باستقبال الناس فقط، يجب ان يكون حلا شاملا».
ووقع اكثر من 100 الف شخص عريضة تحض بريطانيا على استقبال مزيد من اللاجئين، وقد تناقش في البرلمان.
ودعت صحف عدة في افتتاحياتها الخميس إلى السماح باستقبال مزيد من اللاجئين.
القدس العربي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top